للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

التوسل المختلف فيه نفسه.

قال الألباني رحمه الله: "والجواب من وجهين:

الأول: ضعف الحديث ...

الثاني: أن الحديث لو صح فلا يدل إلا على مثل ما دلّ حديث عمر، وحديث الأعمى من التوسل بدعاء الصالحين. قال المناوي في فيض القدير: "كان يستفتح" أي يفتتح القتال، من قوله تعالى: {إِنْ تَسْتَفْتِحُوا فَقَدْ جَاءَكُمُ الْفَتْحُ} [الأنفال: ١٩] ذكره الزمخشري (ويستنصر) أي بطلب النصرة (بصعاليك المسلمين) أي بدعاء فقرائهم الذين لا مال لهم".

قلت (١): وقد جاء هذا التفسير من حديثه -صلى الله عليه وسلم-، أخرجه النسائي (٢/ ١٥) بلفظ: "إنما ينصر الله هذه الأمة بضعيفها، بدعوتهم وصلاتهم وإخلاصهم" وسنده صحيح، وأصله في صحيح البخاري (٦/ ٦٧)، فقد بين الحديث أن الاستنصار إنما يكون بدعاء الصالحين، لا بذواتهم وجاههم.

ومما يؤكد ذلك أن الحديث ورد في رواية قيس بن الربيع المتقدمة بلفظ: "كان يستفتح ويستنصر .. " فقد علمنا بهذا أن الاستنصار بالصالحين يكون بدعائهم وصلاتهم وإخلاصهم وهكذا الاستفتاح، وبهذا يكون هذا الحديث -إن صح- دليلًا على التوسل المشروع، وحجة على التوسل المبتدع والحمد الله" (٢).

[الشبهة السادسة]

حديث ابن مسعود مرفوعًا "حياتي خير لكم تحدثون ويحدث لكم، ووفاتي خير لكم تعرض عليّ أعمالكم، فما رأيت من خير حمدت الله وما رأيت من شر


(١) القائل هو الألباني رحمه الله.
(٢) التوسل للألباني: ص ١٠٣ - ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>