للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال في التيسير بعد أن ذكر هذه الأحاديث: "وهذه الأحاديث وما في معناها تدل على عظمة الله، وعظيم قدرته وعظم مخلوقاته، وقد تعرف -سبحانه وتعالى- إلى عباده بصفاته، وعجائب مخلوقاته، وكلها تدل على كماله، وأنه هو المعبود وحده، لا شريك له في ربوبيته وإلهيته، وتدل على إثبات الصفات له على ما يليق بجلال الله وعظمته إثباتًا بلا تمثيل وتنزيهًا بلا تعطيل، وهذا هو الذي دلت عليه نصوص الكتاب والسنة وعليه سلف الأمة وأئمتها ومن تبعهم بإحسان، واقتفى أثرهم على الإسلام والإيمان" (١).

وأنواع تعظيم غير الله والأسباب المفضية إليه كثيرة فإن التعظيم قد يكون بالقول وقد يكون بالفعل.

[أما التعظيم بالقول فمن مظاهره]

١ - المساواة بالله بالواو العاطفة في المشيئة. فقد قال قائل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "ما شاء الله وشئت فقال: أجعلتني واللهَ عدلًا بل ما شاء الله وحده" (٢). وقال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تقولوا ما شاء اللهَ وشاء محمد ولكن قولوا ما شاء الله ثم شاء محمد" (٣).

٢ - الإطراء فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا: عبد الله ورسوله" (٤).

وفي حديث جويرية -رضي الله عنها- لما قالت: وفينا نبيٌّ يعلم ما في غد، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "دعي هذه وقولي بالذي كنتِ تقولين" (٥).


(١) تيسير العزيز الحميد ص ٧٥٩.
(٢) أخرجه أحمد (١٨٣٩) والنسائي في عمل اليوم والليلة (١٠٨٢٥).
(٣) أخرجه ابن ماجه (٢١١٨)، وأحمد (٢٠٩٧٠)، والدارمي (٢٧٤١) واللفظ له من حديث الطفيل بن سخبره.
(٤) أخرجه البخاري (٣٤٤٥).
(٥) أخرجه البخاري (٥١٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>