للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فتجده يوادهم أي يطلب ودهم بكل طريق، وهذا لا شك ينافي الإيمان كله أو كماله، فالواجب على المؤمن معاداة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب إليه، وبغضه والبعد عنه ولكن هذا لا يمنع نصيحته ودعوته للحق" (١).

* الدعوة إلى "وحدة الأديان" هدم لعقيدة الولاء والبراء:

تصدت ملة الكفر لتقرير وحدة الأديان عبر إقامة مؤتمرات وندوات وجمعيات ويبث ذلك في وسائل الإعلام المختلفة وتعرض الآراء والمقالات ومرادهم من ذلك إسقاط الخلاف العقدي بين الإسلام ودين اليهودية والنصرانية حتى يكون هناك دين عالمي واحد فيدعون إلى وحدة الأديان دين الإسلام ودين اليهود ودين النصارى. ومقتضى الدعوة إليه الإعراض عن الولاء والبراء، والحب في الله والبغض في الله، ومن آثار هذه الدعوة الآثمة إلغاء الفوارق بين الإسلام والكفر، والحق والباطل، والمعروف والمنكر، وكسر حاجز النفر بين المسلمين والكافرين، فلا ولاء ولا براء، ولا جهاد ولا قتال لإعلاء كلمة الله في أرض الله" (٢).

قال الشيخ سليمان بن عبد الله - رَحِمَه اللَّهُ -: ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء لم يكن فرقانا بين الحق والباطل، ولا بين المؤمنين والكفار، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان" (٣).

ولا يشك من لديه ذرة من إيمان أن الرضا بتقرير وحدة الأديان شعار الديانة العالمية مناقض للإيمان بل هو كفر صريح وتكذيب بالقرآن وردة عن الإسلام كما قال الله تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ} [آل عمران: ٨٥].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رَحِمَه اللَّهُ -: "ومعلوم بالاضطرار من دين المسلمين


(١) شرح ثلاثة الأصول من مجموع فتاوى ابن عثيمين ٦/ ٣٠.
(٢) انظر فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء رقم ١٩٤٠٢ وتاريخ ٢٥/ ١/ ١٤١٨ هـ.
(٣) رسالة أوثق عرى الإيمان ص ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>