للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ومن هؤلاء من يستغيث بمخلوق إما حي أو ميت، سواء كان ذلك المخلوق مسلمًا أو نصرانيًا أو مشركًا، فيتصور الشيطان بصورة ذلك المستغاث به، ويقضي بعض حاجة ذلك المستغيث، فيظن أنه ذلك الشخص، أو هو ملك تصور على صورته، وإنما هو شيطان أضله لما أشرك بالله، كما كانت الشياطين تدخل في الأصنام وتكلم المشركين ومن هؤلاء من يتصور له الشيطان ويقول له: أنا الخضر، وربما أخبره ببعض الأمور، وأعانه على بعض مطالبه، كما قد جرى ذلك لغير واحد من المسلمين واليهود والنصارى.

ومنهم من يرى عرشًا في الهواء، وفوقه نور، ويسمع من يخاطبه ويقول: أنا ربك، فإن كان من أهل المعرفة، علم أنه شيطان فزجره واستعاذ بالله منه، فيزول" (١).

وقال الشيخ العلامة محمد بن عبد العزيز المانع: "وبهذا يتبين أن من ظهر على يديه شيء من الخوارق التي يسمونها كرامات الأولياء، وهو مصر على دعوة غير الله تعالى من الأحياء والأموات، معتقدا أنهم ينفعونه أو يضرونه، فهو من الحيل والشعوذة لا من الكرامات، إذ من شروط حصولها صحة الاعتقاد، وأي اعتقاد أفسد من الإشراك بالله تعالى؟ وكذا يتبين كذب من ادعى الولاية وهو تارك للصلوات مع المسلمين في مساجدهم، ويزعم أنه يصلي بمكة جميع الصلوات ولو كان بينه وبينها مسافة أيام ... " (٢).

[٨ - ما يطرد الأحوال الشيطانية]

سلاح العبد في ذلك كله تعلقه بالله وتوكله عليه وأن يصدق في توجهه إلى الله وقد جاءت الأحاديث مبينة لما يطرد الشيطان فمنها الاستعاذة بالله منه (٣) ومنها


(١) الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ص ١٧٣، وقد ذكر - تعالى - أمثلة كثيرة اقتصرنا على بعضها، انظر كتابنا أحكام الكهانة ص ٩٩ - ١٤٤.
(٢) حاشية على لوامع الأنوار ٢/ ٣٩٧.
(٣) أبو داود (١٤٦٢، ١٤٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>