للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن سعدي: "ومن دعا غير الله من نبي أو ملك أو لي أو غيرهم أو استغاث بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فهو مشرك كافر" (١).

وقال ابن عثيمين رَحِمَه الله: "فمن دعا غير الله عزَّ وجلَّ بشيء لا يقدر عليه إلا الله فهو مشرك كافر سواء كان المدعو حيا أو ميتا. ومن دعا حيا بما يقدر عليه مثل أن يقول يا فلان اطعمني يا فلان اسقني فلا شيء فيه، ومن دعا ميتا أو غائبا بمثل هذا فإنه مشرك لأن الميت أو الغائب لا يمكن أن يقوم بمثل هذا فدعاؤه إياه يدل على أنه يعتقد أن له تصرفًا في الكون فيكون بذلك مشركًا" (٢).

[٩ - الفرق بين الدعاء والاستعانة]

بين دعاء المسألة والاستعانة تشابه كبير حتى قيل أنهما مترادفان وبالنظر والتأمل يتبين أن الدعاء أعم من الاستعانة.

والفرق بين الدعاء والاستغاثة أن الاستغاثة هي طلب كشف الشدة.

يقول الشيخ عبد الرحمن قاسم رَحِمَه الله: "والفرق بين الاستغاثة والدعاء أن الاستغاثة لا تكون إلا من المكروب، وأما الدعاء فهو أعمُّ منها؛ لأنه يكون من المكروب وغيره، فعطف الدعاء على الاستغاثة من عطف العام على الخاص، فبينهما عموم وخصوص مطلق، فكل استغاثة دعاء وليس كل دعاء استغاثة" (٣).

[١٠ - الفرق بين الدعاء والنداء]

يثير القبوريون شبهة التفريق بين الدعاء والنداء ليخلصوا بذلك إلى أن مجرد النداء لمن لا يعتقدون ألوهيته وتأثيره ليس عبادة ولو كان ميتا أو غائبًا (٤).


(١) القول السديد ص ٥١.
(٢) شرح ثلاثة الأصول من مجموع فتاوى ابن عثيمين ٦/ ٥١، ٥٢.
(٣) انظر حاشية كتاب التوحيد ص ١١٣.
(٤) الدرر السنية ١٢/ ٣٨، القول الفصل النفيس ص ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>