للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٩٣ - الْيَقِينُ

[[شروط لا إله إلا الله]]

اليقين لغة: العلم الذي لا تردد معه، قال الرازي: "هو العلم وزوال الشك" (١).

وهو في أصل اللغة: الاستقرار.

وفي الاصطلاح: طمأنينة القلب واستقرار العلم فيه.

قال شيخ الإسلام: "وأما اليقين فهو طمأنينة القلب واستقرار العلم فيه وهو معنى ما يقولون ماء يقن إذا استقر عن الحركة وضد اليقين الريب وهو نوع من الحركة والاضطراب يقال رابني يريبني ومنه في الحديث أن النبي - صلى الله عليه وسلم - مر بضبي حاقف فقال لا يريبه أحد ثم اليقين ينتظم منه أمران: علم القلب، وعمل القلب فإن العبد قد يعلم علمًا جازمًا بأمر ومع هذا فيكون في قلبه حركة واختلاج من العمل الذي يقتضيه ذلك العلم كعلم العبد أن الله رب كل شيء ومليكه ولا خالق غيره وأنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، فهذا قد تصحبه الطمأنينة إلى الله والتوكل عليه وقد لا يصحبه العمل بذلك إما لغفلة القلب عن هذا العلم والغفلة هي ضد العلم التام وإن لم يكن ضدا لأصل العلم، وإما للخواطر التي تسنح في القلب من الالتفات إلى الأسباب وإما لغير ذلك وفي الحديث المشهور الذي رواه أبو بكر عن النبي أنه قال: "سلوا الله اليقين والعافية فما أُعطي أحد بعد اليقين شيئًا خيرًا من العافية فسلوهما الله". فأهل اليقين إذا ابتلوا ثبتوا بخلاف غيرهم فإن الابتلاء قد يذهب إيمانه أو ينقصه قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: ٢٤] ألا ترى إلى قوله تعالى: {الَّذِينَ قَالَ


(١) مختار الصحاح [ي ق ن].

<<  <  ج: ص:  >  >>