للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ضلالًا وغيًا أن يصل إلى هذه الحال، نعوذ بالله من مضلات الفتن" (١).

وقال الشيخ ابن عثيمين: "وقد أنكر قوم من الزائغين كون الملائكة أجساما، وقالوا إنهم عبارة عن قوى الخير الكامنة في المخلوقات، وهذا تكذيب لكتاب الله تعالى، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وإجماع المسلمين ... ثم ذكر الأدلة على ذلك من الكتاب والسنة وقال: وهذه النصوص صريحة في أن الملائكة أجسام لا قوى معنوية، كما قال الزائغون وعلى مقتضى هذه النصوص أجمع المسلمون" (٢).

ومما يدل على أن الملائكة عباد مأمورون: ما رواه البخاري أن نبي الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانًا لقوله كأنه سلسلة على صفوان فإذا فُزِّع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير" (٣).

* المفاضلة بين الملائكة والبشر:

قال ابن كثير: "أكثر ما توجد هذه المسألة في كتب المتكلمين والخلاف فيها مع المعتزلة ومن وافقهم".

وقال: "أقدم كلام رأيته في هذه المسألة ما ذكره الحافظ ابن عساكر في تاريخه في ترجمة أمية بن سعيد ابن العاص أنه حضر مجلساً لعمر بن عبد العزيز وعنده جماعة فقال عمر: ما أحد أكرم على الله من كريم بني آدم، وذكر بقية الواقعة وفيها معارضة أحدهم بتفضيل الملائكة واستدلال كل" (٤).

وقال جماعة من أهل العلم أن هذه من فضول المسائل، قال البيهقي في التفاضل


(١) الخلاصة ص ٢٩، وانظر جهود السعدي ص ٢٣٢.
(٢) شرح الأصول الثلاثة من مجموع فتاوى ابن عثيمين ٦/ ٩٠.
(٣) أخرجه البخاري (٧٤٨١).
(٤) البداية والنهاية ١/ ٥٤، وانظر: الخبر الذي ذكره ابن كثير في تهذيب تاريخ دمشق ٣/ ١٣٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>