للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بين الملائكة والبشر: "والأمر فيه سهل، وليس فيه من الفائدة إلا معرفة الشيء على ما هو به" (١).

وقال شارح الطحاوية: "وكنت ترددت في الكلام على هذه المسألة لقلة ثمرتها وأنها قريب مما لا يعني ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" (٢).

وينبغي التنبه إلى أن هناك فرق في المفاضلة بين الملائكة والبشر والمفاضلة بين صالحي البشر والملائكة.

قال السفاريني: "اختلف العلماء في المفاضلة بين البشر والملائكة وهي مسألة عظيمة قد كثر فيها الاختلاف وتشعبت فيها الأقوال ... الخ" (٣).

وبعضهم ذهب إلى تفضيل الملائكة على البشر مطلقًا، وممن قال بذلك المعتزلة وبعض الأشعرية كالإسفراييني والباقلاني وقال به ابن حزم ومال إليه بعض أهل السنة وبعض الصوفية واستدلوا بأدلة من كتاب الله وسنة رسوله لها وجهها في الدلالة على قولهم كقوله سبحانه في بني آدم: {وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} [الإسراء: ٧٠] فقال على كثير ولم يقل على كل فدل على تفضيل الملائكة. كما استدلوا بأدلة أخرى ليس فيها نص صريح واضح وإنما يستدل منها على تفضيل الملائكة على البشر ورد عليهم من يخالفهم في ذلك (٤).


(١) شعب الإيمان ١/ ١٨٢.
(٢) شرح الطحاوية ٢/ ٤١٠.
(٣) لوامع الأنوار للسفاريني ٢/ ٣٩٨.
(٤) انظر في المفاضلة بين الملائكة والبشر: مقالات الإسلاميين ٤٨، ٤٣٩،٢٢٦ والمحلى ١/ ١٣ وأحكام القرآن للقرطبي ١/ ٢٨٩، ٦/ ١١، ٤٣٠/ ٢٠، ٢٧٨/ ١٤٥، لوامع الأنوار للسفاريني ٢/ ٣٩٨ ومباحث المفاضلة في العقيدة د/ الشظيفي ص ٣٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>