للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ندري فننفذ ما نراه واجبًا في حق من سبه - صلى الله عليه وسلم -" (١).

قال شيخ الإسلام: "إن الذي عصم دم ابن أبي السرح عفو النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنه بالإسلام والتوبة انمحى عنه الإثم، وبعفو النبي - صلى الله عليه وسلم - احتقن الدم، وليس للأمة أن يعفوا عن حقه" (٢).

[٢ - مما يلحق بهذا الباب لمز الرسول - صلى الله عليه وسلم -]

واللمز: الطعن باللسان (٣).

قال في مختار الصحاح: ""اللمز": العيب. وأصله الإشارة بالعين ونحوها ورجل "لمّاز" و"لُمزة" أي: عيّاب" (٤).

ففي لمز الرسول - صلى الله عليه وسلم - عيبُه وتنقيصه. وهذا داخل في سبه - صلى الله عليه وسلم - لأن السب: "هو الكلام الذي يقصد به الانتقاص والاستخفاف ... " (٥).

قال الطبري: "القول في تأويل قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ}. يقول تعالي ذكره: ومن المنافقين الذين وصفت لك يا محمد صفتهم في هذه الآيات من يلمزك في الصدقات يقول يعيبك في أمرها ويطعن عليك فيها يقال منه لمز فلانًا يلمزه ويلمِزُه إذا عابه وقرصه، وكذلك همزه. ومنه قيل: فلان هُمزة لُمزة" (٦).

وهذه الآية نزلت في ذي الْخُوَيْصِرَةِ وَهُوَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ قال أَبو سَعِيدٍ بَيْنَا


(١) مجموع فتاوى ابن عثيمين ١٠/ ٨٥٢، ٨٥٣. وانظر القول المفيد ط ١ - ٣/ ٢٦، ٢٧. وانظر للاستزادة لقاء الباب المفتوح ٥٣/ ٦٤.
(٢) الصارم المسلول ٣٣٧.
(٣) تفسير أبي السعود ٨/ ١٢١.
(٤) مختار الصحاح باب (ل م ز).
(٥) الصارم المسلول ٥٦١ ص، وانظر نواقض الإيمان الاعتقادية د. الوهيبي ص ١٦٣.
(٦) تفسير الطبري ١٠/ ١٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>