للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأمر إنما هو شأن الله تعالى، ليس غيره سيدًا بهذا المعنى.

وثانيهما: أن السيد رعَويٌّ لآخر، ولكن له فضل على عامة الرعايا، ممتاز منهم بالمزايا، ينزل إليه حكم الحاكم أولًا، ثم يبلغ إليهم من لسانه وبواسطته كـ "مرزبان" القرى و "قهرمان" المحلات، و"خوانين" السوقة.

فالنبي بهذا المعنى سيد لأمته، والإمام سيد أهل عصره، والشيخ سيد لمريديه، والعالم سيد لتلامذته، والمجتهد لمتبعيه.

فإن هؤلاء الكبار الكرام يتمسكون بحكم الله تعالى أولًا بأْنفسهم، ثم يبلغونه إلى أصاغرهم ويعلمونهم" (١).

ولا يزاد لفظ (سيدنا) في الأذان والصلاة والأذكار.

ففي التشهد الأخير من الصلاة وردت عدة صيغ في الصلاة علي النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - وليس في شيء منها لفظ السيادة (سيدنا) بل هي: "اللهم صلِّ علي محمد ... إلخ" وفي بعضها: "اللهم صلِّ علي محمد عبدك ورسولك ... إلخ" وقد ذكر الشيخ ناصر الدين الألباني صيغًا كثيرة في كتابه "صفة الصلاة" وليس فيها لفظ (سيدنا) وإن كان عليه الصلاة والسلام هو سيد ولد آدم وأقوم الخلق وأكبرهم في المقام بأحكام الله تعالى، لكننا في الصلاة والأذكار متعبدون بما ورد عنه - صلى الله عليه وسلم - فلا يزد في ذلك

[٥ - الجمع بين حديث "السيد الله" وحديث "أنا سيد ولد آدم"؟]

سئل الشيخ ابن إبراهيم عن الجمع بين حديث "السيد الله" وحديث "أنا سيد ولد آدم

فقال: "الجمع أنه منع من هذا الذي هو جائز حماية لحمى التوحيد. والثاني قاله على وجه التحدث بنعمة الله. أما التحريم والله أعلم فبالنسبة إلى غير الرسول - صلى الله عليه وسلم - (٢).


(١) الدين الخالص ٢/ ٢٢١.
(٢) مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم ١/ ١٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>