للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

-صلى الله عليه وسلم-، فقال: ادخل، فقال: كيف أدخل وفي بيتك ستر فيه تصاوير؟ فإما أن تقطع رؤوسها، أو تُجعل بساطًا يوطأ، فإنا معشر الملائكة لا ندخل بيتًا فيه تصاوير" (١).

* أحكام وفوائد:

[١ - التصوير بداية الشرك في بني آدم]

روى ابن جرير الطبري عن محمد بن قيس في قوله تعالى: {وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} [سورة نوح: الآية ٢٣] قال: "كانوا قومًا صالحين من بني آدم، وكان لهم أتباع يقتدون بهم، فلما ماتوا قال أصحابهم الذين كانوا يقتدون بهم لو صورناهم كان أشوق لنا إلى العبادة إذا ذكرناهم فصوروهم فلما ماتوا وجاء آخرون دبَّ إليهم إبليس فقال إنما كانوا يعبدونهم وبهم يَسقون المطر فعبدوهم" (٢).

* علاقة هذا الباب بكتاب التوحيد:

تتضح علاقة هذا الباب بكتاب التوحيد من جهتين:

١ - أن التصوير وسيلة للشرك ويدل عليه أثر ابن عباس السابق.

٢ - أن المصوِّر يُضاهي الله بفعله لأن الله هو المصور، وهو المتفرد بالخلق والتصوير وهو متعلق بتوحيد الربوبية، وقد بوَّب الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد باب ما جاء في المصورين (٣)، وقال الشيخ ابن قاسم معلقًا على هذا الباب: "أي من الوعيد الشديد والتهديد الأكيد للمضاهاة بخلق الله، بل هو منشأ الوثنية وما دخل على القرون إنما هو من هذا الباب، لأن صورة المألوف تعظيم، وإذا ارتسمت في الحافظة وبقيَ ذكرها يمرُّ على البصر الناظر إليها من رسمها لا بد


(١) أخرجه أبو داود (٤١٥٨)، والترمذي (٢٨٠٦) وقال: حسن صحيح، وأحمد (٨٠٣٢).
(٢) أخرجه النسائي (٥٣٦٧) وأحمد (٨٠٦٥).
(٣) جامع البيان ٢٩/ ٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>