للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بالناس، ومن ضرر المؤذيات من المواشي التي يؤمر بتغريبها، بحيث لا يتأذى بها أحد، قال أبو زكريا النووي: هذا صحيح متعين لا يعرف من غيره تصريح بخلافه".

[٧ - أثر الرقية والاسترقاء على التوكل]

الرقية معناها فعل الرقية بنفسه أو بغيره دون طلب. أما الاسترقاء: فهو طلب الرقية. وقد تبين في أول الباب مشروعية الرقى السليمة وأنها من أعظم أسباب الشفاء، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا" وقد ذهب بعض العلماء إلى كراهية الرقى معتمدين على حديث ابن عَبَّاسٍ في وصف السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب أنهم: "الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون" (١). وبوّب الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه في كتاب الطب، قال: باب (من لم يرق) (٢)، ولكن الذي ثبت في الصحيحين لفظ: "هم الذين لا يسترقون" وفي رواية مسلم لفظ "ولا يرقون".

قال ابن تيمية: "فمدح هؤلاء بأنهم لا يسترقون أي لا يطلبون من أحد أن يرقيهم، والرقية من جنس الدعاء فلا يطلبون من أحد ذلك. قد روي فيه "ولا يرقون" وهو غلط فإن رقياهم لغيرهم ولأنفسهم حسنة وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يرقي نفسه وغيره ولم يكن يسترفي فإن رقيته نفسه وغيره من جنس الدعاء ولغيره وهذا مأمور به" (٣).

وفي التيسير: "قال شيخ الإسلام: هذه الزيادة وهم من الراوي، لم يقل النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا يرقون"، لأن الراقي محسن إلى أخيه. وقد قال - صلى الله عليه وسلم - وقد سئل عن الرقى قال: "من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه" وقال: "لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا"


(١) أخرجه البخاري (٥٧٠٥).
(٢) البخاري ص ١٠١٥ وفيه الحديث رقم (٥٧٥٢).
(٣) مجموع الفتاوى ١/ ١٨٢. وانظر لقاء الباب المفتوح (٥٥/ ١٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>