للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعن مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ أَنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: "إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ الشِّرْكُ الأَصْغَرُ" قَالُوا: وَمَا الشِّرْكُ الأَصْغَرُ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: "الرِّيَاء، يَقُولُ الله عز وجل لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِذا جُزِيَ النَّاسُ بِأَعْمَالِهِمْ: اذْهَبُوا إِلَى الَّذِينَ كُنْتُمْ تُرَاءُونَ فِي الدُّنْيَا فَانْظُرُوا هَلْ تَجِدُونَ عِنْدَهُمْ جَزَاءً" (١).

وعن سلمة قال: سمعت جُندبًا يقول: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم أسمع أحدًا يقول قال النبي - صلى الله عليه وسلم - غيرَه - فدنوتُ منه فسمعتُه يقول: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "من سمَّع سمَّع الله به، ومن يُرائي يرائي الله به" (٢).

وانظر للاستزادة في الأدلة باب (الإخلاص).

* أقوال السلف في الرياء:

قال يوسف بن الحسين الرازي: "أعز شيء في الدنيا الإخلاص، وكم أجتهدُ في إسقاط الرياء عن قلبي وكأنه ينبت فيه على لون آخر" (٣).

وقال ابن الجوزي رحمه الله: "ولخوف الرياء ستر الصالحون أعمالهم حذرًا عليها وبهرجوها بضدها، فكان ابن سيرين يضحك بالنهار ويبكي بالليل، وقال تعلموا صحة العمل من سقمه فإني تعلمته في اثنتين وعشرين سنة" (٤).

وقال محمد بن زياد: "رأيت أبا أمامة أتى على رجل في المسجد وهو ساجد يبكي ويدعو فقال أنت أنت لو كان هذا في بيتك" (٥).

وقال الفضيل بن عياض: "من واقى خمسًا فقد وقي شر الدنيا والآخرة العجب والرياء والكبر والإزراء والشهوة" (٦).


(١) أخرجه أحمد (٢٤٠٣٠) (٢٤٠٣١) (٢٤٠٣٦).
(٢) أخرجه البخاري (٦٤٩٩).
(٣) جامع العلوم والحكم ١/ ٨٤.
(٤) تلبيس إبليس ص ١٧٤.
(٥) الزهد لابن المبارك ص ٥٠، سير أعلام النبلاء ٣/ ٣٦١.
(٦) حلية الأولياء ٨/ ٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>