للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال المناوي: "وذلك لأن ذلك إنما ينشأ عن تعظيم المرء نفسه واعتقاد الكمال وذلك عجب وتكبر وجهل وغرور ولا يناقضه خبر: "قوموا لسيدكم" لأن سعدًا لم يحب ذلك والوعيد إنما هو لمن أحب" (١).

وجاء في روضة الطالبين: "وأما الداخل فيحرم عليه أن يحب قيامهم له" (٢).

وقال ابن مفلح: "والنهي قد وقع على السرور بذلك الحال، فإذا لم يسر بالقيام إليه وقاموا له فغير ممنوع منه" (٣).

[٢ - أثر القيام على التوحيد]

القيام المنهي عنه قد يكون فيه تعظيم غير الله أو تشبه بالأعاجم. وقد تقدم أن اتخاذه عادة من شعار الأعاجم، وقد نهينا عن التشبه بهم، أما التعظيم فهو حق الله وحده.

قال فضل الله الجيلاني: "ومن العجب استدلالهم على جواز القيام للناس بحديث "قوموا إلى سيدكم" ومن المستدلين من يسهو فيذكره بلفظ: "قوموا لسيدكم"، كأنهم لم يعرفوا الفرق بين القيام للرجل والقيام إليه وهو أن القيام له معناه القيام تعظيما له، قال الله عَز وجل {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} [البقرة: ٢٣٨]. هذا أصل معناه عند الإطلاق وأما القيام إليه فمعناه أن تقوم عامدا إليه، ولا يفهم منه التعظيم والإكرام إلا بقرينة كما في حديث: "قوموا إلى سيدكم"" (٤).

وقال شيخ الإسلام رَحِمَهُ اللهُ: "وبالجملة فالقيام والقعود والركوع والسجود حق للواحد المعبود خالق السموات والأرض، وما كان حقا خالصًا لله لم يكن لغيره فيه نصيب" (٥).


(١) فيض القدير ٦/ ٣٢.
(٢) روضة الطالبين ١٠/ ٢٣٦.
(٣) الآداب الشرعية ١/ ١٥٨.
(٤) شرح الأدب المفرد فضل الله الجيلاني ٢/ ٣٩٩.
(٥) مجموع الفتاوى ٢٧/ ٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>