للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أشبه القلب القلب وقد قال خالف هدينا هدي الكفار ... " (١).

[٥ - حكم التشبه بهم في أعيادهم وما أحدثوه من العبادات أو العادات]

وقد تقدم بعض النقول في ذلك.

قال ابن تيمية: "بل الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر، وأظهر شعائره، ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه، أما مبدؤها فأقل أحواله أن يكون معصية" (٢).

وقال ابن تيمية -رحمه الله-: "الوجه الثالث من الاعتبار يدل أنه إذا سوغ فعل القليل من ذلك (٣) أدى إلى فعل الكثير ثم إذا اشتهر الشيء دخل فيه عوام الناس وتناسوا أصله حتى يصير عادة للناس بل عيدا حتى يضاهى بعيد الله بل قد يزيد عليه حتى يكاد أن يفضي إلى موت الإسلام وحياة الكفر كما قد سوله الشيطان لكثير ممن يدعي الإسلام فيما يفعلونه في آخر صوم النصارى من الهدايا والأفراح والنفقات وكسوة الأولاد وغير ذلك مما يصير به مثل عيد المسلمين بل البلاد المصاقبة (٤) للنصارى التي قل علم أهلها وإيمانهم قد صار ذلك أغلب عندهم وأبهى في نفوسهم من عيد الله ورسوله على ما حدثني به الثقات" (٥).

وقال أيضًا: "أما القسم الثالث: وهو ما أحدثوه من العبادات أو العادات، أو


(١) إغاثة اللهفان ١/ ٣٦٤.
(٢) اقتضاء الصراط المستقيم ١/ ٤٧١، ٤٧٢.
(٣) أي إقامة الأعياد.
(٤) أي: أي الملاصقة والقريبة. قال ابن منظور: مكان صَقَب، وصَقِب: أي قريب، وهذا أصقب من هذا أي أقرب. وفي الحديث: "الجار أحق بصقبه". قال ابن الأنباري: أراد بالصَّقَب الملاصقة والقرب. [لسان العرب: ق ر ب].
(٥) اقتضاء الصراط المستقيم ١/ ٤٧٣، ٤٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>