للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{أَطِيعُوا} في الرسول ولم يعده في أولي الأمر لأنهم لا استقلال لهم في الطاعة كاستقلال الرسول. انتهى ملخصًا من كلام البيضاوي والطيبي" (١).

وذكر الشيخ سليمان بن عبد الله رحمه الله أن أحسن ما قيل فيه قولان:

أحدهما: قول البيضاوي السابق أن المعتبر هو المجموع المركب من المحبتين ... قال: وهو جواب بليغ جدًّا.

الثاني: يحمل حديث الخطيب على الأدب والأولى، وهذا على الجواز، والله أعلم (٢).

[٦ - حكم قول "شاءت قدرة الله"]

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "لا يصح أن نقول: "شاءت قدرة الله"، لأن المشفية إرادة، والقدرة معنى، والمعنى لا إرادة له، وإنما الإرادة للمريد، والمشيئة لمن يشاء، ولكننا نقول اقتضت حكمة الله كذا وكذا، أو نقول عن الشيء إذا وقع هذه قدرة الله أي مقدوره، كما تقول: هذا خلق الله أي مخلوقه، وأما أن نضيف أمرًا يقتضي الفعل الاختياري إلى القدرة فإن هذا لا يجوز.

ومثل ذلك قولهم "شاء القدر كذا وكذا" وهذا لا يجوز؛ لأن القدر والقدرة أمران معنويان ولا مشيئة لهما، وإنما المشيئة لمن هو قادر ولمن هو مقدِّر. والله أعلم" (٣).


(١) فتح الباري ١/ ٦١.
(٢) تيسير العزيز الحميد ص ٤٨١، ٤٨٢.
(٣) مجموع فتاوى ابن عثيمين ٣/ ١١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>