للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣ - الإقسام على الله بالمتوسل به: كأن يقول أقسمت عليك يا الله بفلان أن تقضي لي حاجتي فهذه بدعة لم ينقل منه شيء عن السلف وقد كثر عند المتأخرين هذا المعنى فصار التوسل عندهم بمعنى الإقسام على الله بنبيه وهذا كالتوسل بالجاه والحرمة قال في جلاء العينين "فلا يقال: أقسمت عليك يا رب بملائكتك ولا بكعبتك، كما لا يجوز أن يقسم الإنسان بهذه الأشياء" (١) فهو ممنوع مطلقًا كما قرر ذلك تقي الدين ابن تيمية ونقله عن الإمام أبي حنيفة وأبي يوسف وغيرهما من العلماء الأعلام (٢).

* مسائل مهمة:

١ - كلمة "أسألك بمعاقد العز من عرشك". قال ابن تيمية: "وأما إذا قال: "أسألك بمعاقد العز من عرشك" فهذا فيه نزاع، ورخص فيه غير واحد لمجيء الأثر به. ونقل عن أبي حنيفة كراهته، قال أبو حنيفة: لا ينبغي لأحد أن يدعو الله إلا به، وأكره أن يقول "بمعقد العز من عرشك، أو بحق خلقك". قال أبو يوسف: "بمعقد العز من عرشك" هو الله فلا أكره هذا. وأكره بحق فلان، أو بحق أنبيائك ورسلك، أو بحق البيت والمشعر الحرام، بهذا الحق يكره".

قالوا جميعًا: "المسألة بخلقه لا تجوز"؛ لأنه لا حق للخلق على الخالق، فلا يجوز أن يسأل الله بما ليس مستحقا، ولكن معقد العز من عرشك هل هو سؤال بمخلوق أو بخالق؟ فيه نزاع فلذلك تنازعوا فيه. وأبو يوسف بلغه الأثر فيه: "أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك، وباسمك الأعظم، وجدك الأعلى وكلماتك التامة" فجوّزه لذلك" (٣).


(١) جلاء العينين ص ٥٥٠
(٢) جلاء العينين ص ٥٦٧.
(٣) اقتضاء الصراط المستقيم ٢/ ٧٨٢. وانظر كتاب: "قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة" ص ١٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>