للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"أجعلتني لله ندًا؟ بل ما شاء الله وحده" فأنكر النبي - صلى الله عليه وسلم - على هذا الرجل أن يقرن مشيئة الله تعالى بحرف يقتضي التسوية بينهما وجعل ذلك من اتخاذ الند لله عزَّ وجلَّ واتخاذ الند لله تعالى إشراك به وحرم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يحلف الرجل بغير الله وجعل ذلك من الشرك بالله فقال - صلى الله عليه وسلم -: "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك" وذلك لأن الحلف بغير الله تعظيم للمحلوف به بما لا يستحقه إلا الله عزَّ وجلَّ فلا يجوز للمسلم أن يقول عند الحلف: والنبي، أو وحياة النبي، أو وحياتك، أو وحياة فلان، بل يحلف بالله وحده أو يصمت عند الحلف" (١).

* الفرق بين حماية حمى التوحيد وحماية جنابه:

في كتاب التوحيد بوَّب الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهُ اللهُ بابين في ذلك حيث ذكر الباب الواحد والعشرين بقوله: (باب ما جاء في حماية المصطفى - صلى الله عليه وسلم - جناب التوحيد وسده كل طريق يوصل إلى الشرك) ثم ذكر في الباب الخامس والستين من آخر الكتاب: (باب ما جاء في حماية النبي - صلى الله عليه وسلم - حمى التوحيد، وسده طرق الشرك).

قال الشيخ السعدي رحمهُ اللهُ: "إن حماية جناب التوحيد بسد الطرق الفعلية، أما حماية حمى التوحيد فيتعلق بالتأدب والتحفظ بالأقوال" (٢).

وفي شرح الشيخ ابن باز رحمهُ اللهُ في الباب الأخير من كتاب التوحيد المتعلق بحماية حمى التوحيد قال: "هنا تكلم على حماية التوحيد من جهة لأقوال؛ وقد تقدم طرق وباب حماية التوحيد من جهة الأفعال وحماية جناب التوحيد والجناب هو الجزء منه، وهذا الباب في حمى التوحيد والحمى غير الذات خارج عن الذات فهذه الترجمة أبلغ فيما يتعلق بالتوحيد وفيما يتعلق بالأقوال. فالرسول - صلى الله عليه وسلم - حمى جناب التوحيد وحمى حماه من جهة القول والعمل حتى لا يقر الناس من الشرك


(١) مجموع فتاوى ابن عثيمين ٦/ ٢٤٠. وانظر باب الحلف في هذا المعجم فقد أوضحت الكلام فيه.
(٢) القول السديد ١٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>