للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهذا المعنى تمثل به أحد الشعراء بقوله:

عرفت الشر لا للشر لكن لتوقيه ... ومن لم يعرف الشر من الخير يقع فيه

وقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "لا تنقض عرى الإسلام عروة عروة حتى ينشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية". قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله -: "إذا لم يعرف - الإنسان - من الشرك ما عابه القرآن وما ذمه وقع فيه، وهو لا يعرف أنه الذي كان عليه أهل الجاهلية أو فوقه أو دونه أو شر منه، فتنقض بذلك عرى الإسلام ويعود المعروف منكرًا والمنكر معروفًا، والبدعة سنة والسنة بدعة" (١).

ومن هنا يتلخص لنا أن في معرفة الشرك الحذر من الوقوع فيه والمحافظة علي الدين والتوحيد وإذا عرف الشرك وظهر له بطلانه، عرف ضده وهو التوحيد بل لا يعرف العبد حقيقة التوحيد وفضله حتى يعرف ضده، وهو الشرك، كما قيل:

فالضد يظهر حسنه الضد .. وبضدها تتبين الأشياء (٢)

[٥ - الفرق بين الكفر والشرك]

اختلف العلماء في الفرق بينهما؛ فقيل: إن بينهما اختلافًا. وقيل: إنهما اسمان لمسمى واحد (٣).

قال الشيخ عبد الرحمن بن قاسم: "والشرك والكفر: قد يطلقان بمعنى واحد، وهو الكفر بالله، واسم لمن لا إيمان له؛ وقد يفرق بينهما، فيخص الشرك بقصد الأوثان، وغيرها من المخلوقات، مع الاعتراف بالله، فيكون الكفر أعم" (٤).

ويظهر الاختلاف بينهما في اللغة، حيث يطلق الكفر علي الستر والتغطية، أما


(١) مجموعة الرسائل والمسائل ٤/ ٤٦.
(٢) انظر التنبيهات المختصرة ص ٩٧، جهود السعدي ص ١٧٧.
(٣) الفصل لابن حزم ٣/ ٢٢.
(٤) حاشية ثلاثة الأصول ٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>