للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[الشبهة الحادية عشرة]

ومن شبههم الحكاية المنقولة عن الشافعي أنه كان يقصد الدعاء عند قبر أبي حنيفة وهذا من الكذب الظاهر.

قال الإمام ابن تيمية: "وهذا كذلك معلوم كذبه بالاضطرار عند من له معرفة بالنقل فإن الشافعي لما قدم بغداد ولم يكن ببغداد قبر يُنتاب للدعاء عنده البتة، بل ولم يكن هذا على عهد الشافعي معروفًا، وقد رأى الشافعي بالحجاز واليمن والشام والعراق ومصر من قبور الأنبياء والصحابة والتابعين من كان أصحابها عنده وعند المسلمين أفضل من أبي حنيفة وأمثاله من العلماء فما باله لم يتوخ لدعاء إلا عنده؟

ثم إن أصحاب أبي حنيفة الذين أدركوه مثل أبي يوسف ومحمد وزفر والحسن بن زياد وطبقتهم لم يكونوا يتحرون الدعاء لا عند قبر أبي حنيفة ولا غيره. ثم قد تقدم عن الشافعي ما هو ثابت في كتابه من كراهة تعظيم قبور المخلوقين خشية الفتنة بها، وإنما يضع مثل هذه الحكايات من يقل علمه ودينه، وإما أن يكون المنقول من هذه الحكايات مجهول لا يعرف" (١).

وقال ابن القيم رحمه الله: "والحكاية المنقولة عن الشافعي أنه كان يقصد الدعاء عند قبر أبي حنيفة من الكذب الظاهر" (٢).

وقال عنها الشيخ الألباني: "هذه رواية ضعيفة بل باطلة" (٣).


(١) اقتضاء الصراط المستقيم ٢/ ٦٨٥.
(٢) إغاثة اللهفان ١/ ٢٤٦.
(٣) السلسلة الضعيفة: ١/ ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>