للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لا يقصد العبودية التي هي الذل وإنما يقصد أنه مملوك.

الثانية: أن يكون بصيغة النداء فيقول السيد مثل يا عبدي هات كذا، فهذا منهي عنه وقد اختلف العلماء في النهي هل هو للكراهة أو التحريم والراجح التفصيل في ذلك وأقل أحواله الكراهة" (١).

[٢ - حكم إطلاق الرب على المخلوق أو إضافته إليه]

إطلاق كلمة الرب على سيد العبد بلا إضافة حرام لا يجوز لأن الألف واللام في اسم (الرب) يدل على معنى العموم فيدخل فيه عموم المخلوقات فـ (الرب) من أسماء الله تعالى اتفاقًا لا يطلق إلا عليه كما ثبت في حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - مرفوعًا: "فأما الركوع فعظموا فيه الرب عزَّ وجلَّ" (٢).

وقال - صلى الله عليه وسلم -: "أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن" (٣). وغير ذلك من الأحاديث.

قال ابن بطال: "لا يجوز أن يقال لأحد غير الله رب كما لا يجوز أن يقال له إله. قال الحافظ والذي يختص بالله إطلاق الرب بلا إضافة" (٤).

* أما إضافة الرب فهي أقسام:

قال الشيخ ابن عثيمين: "إضافة الرب إلى غير الله تعالى تنقسم إلى أقسام:

القسم الأول: أن تكون الإضافة إلى ضمير المخاطب، مثل: أطعم ربك، وضيء ربك، فيكره ذلك للنهي عنه، لأن فيه محذورين:

من جهة الصيغة، لأنه يوهم معنى فاسدًا بالنسبة لكلمة رب، لأن الرب من


(١) مجموع الفتاوى لابن عثيمين ١٠/ ٩٢٤،٩٢٥. وانظر القول المفيد ط ١ - ٣/ ٩٧.
(٢) أخرجه مسلم (٤٧٩).
(٣) أخرجه مسلم (٤٨٢) بلفظ: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ورواه الترمذي (٣٥٧٩). وأبو داود (١٢٧٧) وابن ماجه (١٢٥١).
(٤) فتح الباري ٥/ ١٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>