للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بني مخزوم سرقت فأتي بها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فعاذت بأم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لو كانت فاطمة لقطعت يدها" فقطعت (١).

قال ابن عثيمين - رحمه الله -: "وهذا هو مقتضى النظر، فإذا اعترضني قطاع طريق، فعذت بإنسان يستطيع أن يخلصني منهم، فلا شيء فيه.

لكن تعليق القلب بالمخلوق لا شك أنه من الشرك، فإذا علقت قلبك ورجاءك وخوفك وجميع أمورك بشخص معين، وجعلته ملجأ؛ فهذا شرك؛ لأن هذا لا يكون إلا لله" (٢).

* أحكام وفوائد:

* الاستعاذة المشروعة والممنوعة خمسة أنواع:

فالأول والثاني: الاستعاذة بالله وبصفة من صفاته ككلامه وعظمته وعزته فهذا أمر مطلوب رغَّب فيه الشارع.

الثالث: الاستعاذة بالحي الحاضر القادر وهذه جائزة.

الرابع: الاستعاذة بالأموات والغائبين فهذا شرك والعياذ بالله (٣).

الخامس: الاستعاذة بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الله فإنه شرك والعياذ بالله.

* بعض العلماء قال: إن الاستعاذة عبادة خاصة بالله يجوز صرفها للمخلوق مطلقًا. قال ابنُ تَيمِيَّةَ: "والاستعاذة لا تصح بمخلوق كما نص عليه الإمام أحمد وغيره من الأئمة" (٤). وقد تقدم أن هذا ليس على إطلاقه، بل مرادهم مما لا يقدر عليه إلا الله.


(١) أخرجه مسلم (١٦٨٩).
(٢) مجموع فتاوى ابن عثيمين ٩/ ٢٥٠. وانظر القول المفيد ط ١ - ١/ ٢٥٧.
(٣) ينظر للاستزادة شرح الأصول الثلاثة لابن عثيمين من مجموع الفتاوى ٦/ ٥٩ - ٦٠.
(٤) اقتضاء الصراط المستقيم ٢/ ٧٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>