للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

القرآن الأمر بالدعاء والنهي عن دعاء غير الله والثناء على الداعين تناول دعاء المسألة ودعاء العبادة" (١).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "أما قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ} الآية [الحج: ٧٣] وقوله: {إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا}، وقوله: {وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَدْعُونَ مِنْ قَبْلُ} وكل موضع ذكر فيه دعاء المشركين لأوثانهم فالمراد به دعاء العبادة المتضمن دعاء المسألة ... " (٢).

[٤ - أقسام الدعاء]

قال الشيخ ابن عثيمين رَحِمَه الله: "والدعاء ينقسم إلى قسمين:

١ - ما يقع عبادة: فصرفه لغير الله شرك وهو المقرون بالرهبة والرغبة والحب والتضرع.

٢ - ما لا يقع عبادة: فهذا يجوز أن يُوجَّه إلى المخلوق قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "من دعاكم فأجيبوه" (٣)، وقال: "إذا دعاك فأجبه" (٤) " (٥).

٥ - للدعاء شروط وآداب: من ذلك الإخلاص في الدعاء والبداءة بالحمد لله والثناء عليه والصلاة على نبيه - صلى الله عليه وسلم - ومنها حضور القلب، ورفع اليدين، وأن يكون على طهارة لا يتعدى في الدعاء ولا يتجاوز فيه الحد مع كون القلب خائفًا طامعًا متضرعًا خاشعًا راغبًا راهبًا لا غافلًا ولا آمنًا، وأن يجزم في دعائه ويستيقن الإجابة


(١) القواعد الحسان ص ١٢٧.
(٢) مجموع الفتاوى ١٥/ ١٣.
(٣) أبو داود (١٦٧٢)، وأحمد (٥٣٦٥).
(٤) مسلم (٢١٢٦).
(٥) القول المفيد من مجموع فتاوى ابن عثيمين ٩/ ٢٥٤، وانظر أيضًا ٧/ ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>