للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يهيجونه حتى يكون هو الذي يبرك فإذا برك نزلوا وقالوا قد رضي لكم المنزل فيضربون عليه بناء ينزلون حوله وأما يعوق فكان لهمدان ببَلْخَع في قول عكرمة وقتادة وعطاء ذكره الماوردي وقال الثعلبي وأما يعوق فكان لكهلان من سبأ ثم توارثه فالأكبر حتى صار إلى همدان وفيه يقول مالك بن نمط الهمداني:

يَريشُ الله في الدنيا ويبرى ... ولا يبرى يعوق ولا يَريشُ

وأما نسر فكان لذي الكلاع من حمير في قول قتادة ونحوه عن مقاتل وقال الواقدي كان وَدُّ على صورة رجل وسواع على صورة امرأة ويغوث على صورة أسد ويعوق على صورة فرس ونسر على صورة نسر من الطير، فالله أعلم" (١).

* كيف صارت أصنام قوم نوح إلى العرب؟

يقول الكلبي: "إن مبتدع الأوثان للعرب عمرو بن لحي الخزاعي كان له قرين من الجن فأتاه يوما وأخبره أن أصنام قوم نوح المشهورة قد دفعها الطوفان إلى ساحل جدة وطمرتها الرمال.

قال هشام الكَلبي: وكان له - أي عمرو بن لحي - رئي من الجن وكان يكنى أبا ثمامة، فقال له: عجّل بالمسير والظَّعْن من تهامة بالسعد والسلامة. ثم قال: ائت ضَفَّ جُدَّة فيها أصنامًا مُعدَّة، فأورِدها تهامةَ ولا تهب، ثم ادع العربَ إلى عبادتها تُجَب.

فأتى شطَّ جُدَّة فاستثارها ثم حملها حتى ورد تهامةَ، وحضرا الحجُّ فدعا العربَ إلى عبادتها قاطبةً" (٢).

وقد أُنكر عليه فعله هذا، قال الأزرقي: "وكان بمكة رجل من جرهم على دين


(١) الجامع لأحكام القرآن ١٨/ ٣٠٨، ٣٠٩.
(٢) الأصنام ص ٦٥، ٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>