للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (٢٣)} [نوح: ٢٣].

قال القرطبي: "قال ابن عباس وغيره هي أصنام وصور كان قوم نوح يعبدونها ثم عبدتها العرب وهذا قول الجمهور" (١).

قَالَ عَطَاءٌ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنهما -: "صَارَتْ الأَوْثَانُ الَّتِي كَانَتْ فِي قَوْمِ نُوح فِي الْعَرَبِ بَعْد، أَمَّا وَدٌّ كَانَتْ لِكَلْبٍ بدَوْمَةِ الْجَنْدَل، وَأَمَّا سُوَاعٌ كَانَتْ لِهُذَيْلٍ، وَأَمَّا يَغُوثُ فَكَانَتْ لِمُرَادٍ ثُمَّ لِبَنِي غُطَيْفٍ بِالْجَوْفِ عِنْدَ سَبَإٍ، وَأَمَّا يَعُوقُ فَكَانَتْ لِهَمْدَانَ، وَأَمَّا نَسْرٌ فَكَانَتْ لِحِمْيَرَ لآلِ ذِي الْكَلاع أَسْمَاءُ رِجَالٍ صَالِحِينَ مِنْ قَوْمِ نُوحٍ فَلَمَّا هَلَكُوا أَوْحَى الشَّيْطَانُ إِلَى قَوْمِهِمْ أَنْ انْصِبُوا إِلَى مَجَالِسِهِمْ الَّتِي كَانُوا يَجلسُونَ أَنْصَابًا وَسَمُّوهَا بأَسْمَائِهِمْ فَفَعَلُوا فَلَمْ تُعْبَدْ حَتَّى إِذَا هَلَكَ أُولَئِكَ وَتَنَسَّخَ الْعِلْمُ عُبدَتْ" (٢).

وقال القرطبي: "قال الماوردي فأما وَدُّ فهو أول صنم معبود سمي ودا لودهم له وكان بعد قوم نوح لكلب بدومة الجندل في قول ابن عباس وعطاء ومقاتل وفيه يقول شاعرهم:

حياك ود فإنا لا يحل لنا ... لهو النساء وإن الدين قد عزما

وأما سواع فكان لهذيل (٣) بساحل البحر في قولهم وأما يغوث فكان لغطيف من مراد بالجوف من سبأ في قول قتادة وقال المهدوي لمراد ثم لغطفان. الثعلبيّ: وأخذت أعلى وأنعم - وهما من طيء - وأهلُ جَرش من مذحج يَغوثَ فذهبوا به إلى مراد فعبدوه زمانا، ثم إن بني ناجية أرادوا نزعه من أعلى وأنعم ففروا به إلى الحصين أخى بني الحارث بن كعب من خزاعة وقال أبو عثمان النهدي رأيت يغوث وكان من رصاص وكانوا يحملونه على جمل أحرد ويسيرون معه ولا


(١) الجامع لأحكام القرآن ١٨/ ٣٠٨.
(٢) أخرجه البخاري (٤٩٢٠).
(٣) انظر سيرة ابن هشام ١/ ٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>