للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

استخفافًا كافر بالله وبالشريعة المطهرة التي اختارها الله تعالى لعباده" (١).

وقال ابن سحمان: "لا خلاف بين العلماء أن الإنسان إذا صدق الرسول - صلى الله عليه وسلم - في شيء وكذبه في شيء لم يدخل الإسلام كمن جحد فريضة أو واجبًا .... " (٢).

وقد ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية ضمن أقسام النفاق الأكبر المخرج من الملة فقال: "أن يظهر كذب الرسول أو جحود بعض ما جاء به أو بغضه" (٣).

* الفرق بين الجحود والتكذيب:

التكذيب يقابله التصديق، أما الجحود فيقابله الإقرار قال في اللسان: "الجَحْد والجحودُ: نقيض الإقرار كالإنكار والمعرفة" (٤).

فالجحود يكون مع الاستيقان والتصديق ولكنه ينكر بلسانه ويعرف الفرق بينهما بالتأمل في الآيات وأقوال المفسرين، قال تعالى: {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ} [النمل.١٤]. فلا يلزم منه أن القلب يكذبه كما قال تعالى: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} [الأنعام.٣٣].

فنفى عنهم تكذيب القلب.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية حول هذه الآلية: "فنفى عنهم التكذيب وأثبت الجحود ومعلوم أن التكذيب باللسان لم يكن منتفيا عنهم، فعلم أنه نفى عنهم تكذيب القلب، ولو كان المكذب الجاحد علمه يقوم بقلبه خبر نفساني لكانوا مكذبين بقلوبهم، فلما


(١) الدواء العاجل ص ٣٤ ضمن مجموعة الرسائل السلفية. وانظر حكم منكر السنة في باب السنة.
(٢) الضياء الشارق سليمان بن سحمان ص ٣٤٩.
(٣) مجموع الفتاوى ٢٨/ ٤٣٤، وانظر باب النفاق.
(٤) لسان العرب (ج ح د).

<<  <  ج: ص:  >  >>