للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقال بعضهم: "الإخلاص أن لا تطلب على عملك شاهدًا غير الله ولا مجازيا سواه".

وقال مكحول: "ما أخلص عبد قط أربعين يومًا إلا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه" (١).

وقال أبو سليمان الداراني: "إذا أخلص العبد انقطعت عنه كثرة الوساوس والرياء" (٢).

* أحكام وفوائد:

[١. حكم الإخلاص]

العمل لا يُقبل إلا بشرطين أساسيين:

* أحدهما: الإخلاص.

* الثاني: المتابعة.

فالإخلاص: هو أحد شرطي قبول العمل، قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [الكهف: ١١٠]. وقال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي


(١) قال شيخ الإسلام: "حكي أن أبا حامد الغزالي بلغه أن من أخلص لله أربعين يومًا تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه، قال: فأخلصت أربعين يومًا، فلم يتفجر شيء فذكرت ذلك لبعض العارفين. فقال لي: إنما أخلصت للحكمة ولم تخلص لله. ثم قال شيخ الإسلام: وذلك لأن الإنسان قد يكون مقصوده نيل العلم والحكمة، أو نيل المكاشفات والتأثيرات، أو نيل تعظيم الناس له ومدحهم إياه أو غيره من المطالب قد عرف أن ذلك يحصل الإخلاص لله وإرادة وجهه، فإذا قصد أن يطلب ذلك بالإخلاص وإرادة وجهه كان متناقضًا، لأن من أراد شيئًا لغيره فالثاني هو المراد المقصود بذاته والأول يُراد لكونه وسيلة إليه، فإذا قصد أن يخلص لله ليصير عالمًا أو عارفًا أو ذا حكمة، أو صاحب مكاشفات وتصرفات ونحو ذلك، فهو هنا لم يُرد الله، بل جعل الله وسيلة إلى ذلك المطلوب الأدنى" درء تعارض العقل والنقل ٦/ ٦٦.
(٢) انظر هذه الأقوال في مدارج السالكين ٢/ ٩٣، ٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>