للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ولا يعلم متى يأتي المطر أحدٌ إلا الله، ولا تدري نفس بأي أرض تموت إلا الله، ولا يعلم متى تقوم الساعة إلا الله" (١).

ومن هذه الآيات الكريمات والحديث النبوي الشريف يتبين بطلان ما عليه الكهان والعرافون والمنجمون من الدجل والتضليل.

[أحكام وفوائد]

[١ - كفر من ادعى الغيب]

قال ابن السماك: "خرجت إلى مكة، فلقيني زرارة بن أعين (٢) بالقادسية فقال: لي إليك حاجة وأرجو أن أبلغها بك وعظمها. فقلت: ما هي؟ فقال: إذا لقيت جعفر بن محمد فاقرئه مني السلام، وسله أن يخبرني من أهل الجنة أنا أم من أهل النار؟ فأنكرت عليه. فقال لي: إنه يعلم ذلك. فلم يزل بي حتى أجبته. فلما لقيت جعفر بن محمد أخبرته بالذي كان منه فقال: هو من أهل النار. فوقع في نفسي شيء مما قال. فقلت: ومن أين علمت ذلك. فقال: مَنْ ادَّعى عليَّ أني أعلم هذا، فهو من أهل النار. فلما رجعت لقيني زرارة فأعلمته بقوله فقال: كالَ لك يا أبا عبد الله من جراب النورة. قلت: وما جراب النورة؟ قال: عمل معك بالتقية" (٣).

وقال القرطبي - رحمه الله -: "من قال: إنه ينزل الغيث غدًا وجزم فهو كافر أخبر عنه بأمارة ادَّعاها أم لا. وكذلك من قال: إنه يعلم ما في الرحم (٤) فهو كافر، أو أخبر عن الكوائن


(١) أخرجه البخاري (٧٣٧٩).
(٢) زرارة بن أعين الشيباني بالولاء، أبو الحسن، من غلاة الشيعة ورأس الفرقة الزرارية ونسبتها إليه، توفي سنة ١٥٠ هـ. انظر الفرق بين الفرق ص ٥٢، الأنساب ٦/ ٢٦٢.
(٣) سير أعلام النبلاء ١٥/ ٢٣٨، ٢٣٩.
(٤) وقوله بكفر من يدّعي علم ما في الرحم يتوجه إذا كان ادّعاء مجردًا على سبيل الجزم واليقين، أما ما يكون بواسطة الأجهزة فهذا يقع على شيء محدود كما وضحه الشيخ ابن عثيمين في النقل الذي بعده.

<<  <  ج: ص:  >  >>