للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للتوكل وأن قوة التوكل وضعفه بحسب قوة الإيمان وضعفه، وكلما قوي إيمان العبد كان توكله أقوى وإذا ضعف الإيمان ضعف التوكل وإذا كان التوكل ضعيفًا فهو دليل على ضعف الإيمان ولا بد. والله تعالى يجمع بين التوكل والعبادة وبين التوكل والإيمان وبين التوكل والإسلام وبين التوكل والتقوى وبين التوكل والهداية ... فظهر أن التوكل أصل لجميع مقامات الإيمان والإحسان ولجميع أعمال الإسلام وأن منزلته منها منزلة الجسد من الرأس فكما لا يقوم الرأس إلا على البدن فكذلك لا يقوم الإيمان ومقاماته وأعماله إلا على ساق التوكل" (١).

وقال الإمام أحمد رحمه الله: "التوكل: عمل القلب" (٢).

قال ابن القيم رحمه الله: "ومعنى ذلك: أنه عمل قلبي ليس بقول اللسان ولا عمل الجو ارح، ولا هو من باب العلوم والإدراكات .. " (٣).

فالتوكل من أعمال القلوب: كالمحبة والإنابة والخوف والرجاء .. ونحو ذلك.

قال السعدي رحمه الله: "التوكل على الله من أعظم واجبات التوحيد والإيمان. وبحسب قوة توكل العبد على الله يقوى إيمانه ويتم توحيده، والعبد يضطر إلى التوكل على الله والاستعانة به في كل ما يريد فعله أو تركه من أمور دينه أو دنياه" (٤).

وقال ابن قاسم رحمه الله: "وهو عبادة من أجلّ العبادات، بل هو أجل أنواع العبادة، وأعلى مقامات التوحيد" (٥).

[٢ - حقيقة التوكل]

قال ابن رجب رحمه الله: "وحقيقة التوكل تفويض الأمور إلى من هي بيده. فمن


(١) طريق الهجرتين ص ٢٥٥، ٢٥٨.
(٢) مدارج السالكين ٢/ ١١٤، طريق الهجرتين ص ٢٣٩، تيسير العزيز الحميد ص ٥٠٠.
(٣) مدارج السالكين ٢/ ١١٤ ط. دار الفكر.
(٤) القول السديد ص ١٠١.
(٥) حاشية ثلاثة الأصول ص ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>