للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ودليله قوله تعالى: {وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ} [آل عمران: ٨٣].

الثاني: إسلام شرعي وهو الاستسلام لحكمه الشرعي وهذا خاص بمن قام بطاعته من الرسل وأتباعهم بإحسان، ودليله في القرآن كثير" (١).

* هل الجهاد من أركان الإسلام؟:

عن يزيد بن بشر عن ابن عمر: قال: "بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان". فقال له رجل: والجهاد في سبيل الله. قال ابن عمر: الجهاد حسن. هكذا حدثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (٢).

قال الحافظ ابن رجب: "وفي حديث معاذ بن جبل: "إن رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد". وذروة سنامه: أعلى شيء فيه، ولكنه ليس من دعائمه وأركانه التي بني عليها، وذلك لوجهين:

أحدهما: أن الجهاد فرض كفاية عند جمهور العلماء ليس بفرض عين بخلاف هذه الأركان.

والثاني: أن الجهاد لا يستمر فعله إلى آخر الدهر، بل إذا نزل عيسى - صلى الله عليه وسلم - ولم يبق حينئذٍ ملةٌ إلا ملة الإسلام فحينئذ تضع الحرب أوزارها ويستغة ي عن الجهاد بخلاف هذه الأركان فإنها واجبة على المؤمنين إلى أن يأتي أمر الله وهم على ذلك" (٣).


(١) شرح ثلاثة الأصول من مجموع الفتاوى لابن عثيمين ٦/ ١٤، ٦٤.
(٢) أخرجه الإمام أحمد (٤٧٩٨).
(٣) جامع العلوم والحكم ١/ ١٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>