للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عمل بشيء من سننهم: فقد اتبع سنة جاهلية، وهذا نص عام يوجب تحريم متابعة كل شيء كان من سنن الجاهلية في أعيادهم وغير أعيادهم" (١).

وقد دخل أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - على امرأة من أحمس يقال لها زينب فرآها لا تتكلم. فقال: ما لها لا تتكلم؟ قالوا: حجت مصمتة. فقال لها: تكلمي، فإن هذا لا يحل، هذا عمل الجاهلية (٢).

قال الإمام ابن تيمية: "ومعنى قوله "من عمل الجاهلية" أي مما انفرد به أهل الجاهلية، ولم يشرع في الإسلام، فيدخل في هذا: كل ما اتخذ من عبادة مما كان أهل الجاهلية يتعبدون به، ولم يشرع الله التعبد به في الإسلام، وإن لم ينوه عنه بعينه كالمكاء والتصدية، فإن الله تعالى قال عن الكافرين: {وَمَا كَانَ صَلَاتُهُمْ عِنْدَ الْبَيْتِ إِلَّا مُكَاءً وَتَصْدِيَةً} [الأنفال: ٣٥].

والمكاء: الصفير ونحوه.

والتصدية: التصفيق

فاتخاذ هذه قربة وطاعة من عمل الجاهلية الذي لم يشرع في الإسلام.

وكذلك: بروز المحرم وغيره للشمس، حتى لا يستظل بظل، أو ترك الطواف بالثياب المتقدمة، أو ترك كل ما عمل في غير الحرم ونحو ذلك من أمور الجاهلية التي كانوا يتخذونها عبادات ... " (٣).

* فائدة:

مما ينهى عنه إطلاق كلمة (جاهلية القرن العشرين). قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فالناس قبل بعث الرسول - صلى الله عليه وسلم - كانوا في حال جاهلية منسوبة إلى الجهل، فإن


(١) اقتضاء الصراط المستقيم ١/ ٢٢٢، ٢٢٣.
(٢) أخرجه البخاري (٣٨٣٤).
(٣) الاقتضاء ١/ ٣٢٧، ٣٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>