للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"الدر الثمين في شرح المرشد المعين" من المالكية، ثم قال شارحه: وهذا الذي أفتوا به جلي في غاية الجلاء، لا يمكن أن يختلف فيه اثنان انتهى. ولا ريب أن عباد القبور أشد من هذا لأنهم اعتقدوا الإلهية في أرباب متفرقين" (١). وقد تقدم في أول الباب معنى شهادة أن محمدًا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

[٢ - ماذا تتضمن معرفة النبي - صلى الله عليه وسلم -]

قال ابن عثيمين: "وأما معرفة النبي - صلى الله عليه وسلم - فتتضمن خمسة أمور:

الأول: معرفته نسبًا، فهو أشرف الناس نسبا فهو هاشمي قرشي عربي فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، وهاشم من قريش، وقريش من العرب، والعرب من ذرية إسماعيل بن إبراهيم الخليل - عليه السَّلام -.

الثاني: معرفة سنّه، ومكان ولادته، ومهاجره وقد بينها الشيخ - محمد بن عبد الوهاب - بقوله: "وله من العمر ثلاث وستون سنة، وبلده مكة، وهاجر إلى المدينة". فقد ولد بمكة وبقي فيها ثلاثا وخمسين سنة، ثم هاجر إلى المدينة فبقي فيها عشر سنين، ثم توفي فيها في ربيع الأول سنة إحدى عشرة بعد الهجرة.

الثالث: معرفة حياته النبوية وهي ثلاث وعشرون سنة فقد أوحى إليه وله أربعون سنة كما قال أحد شعرائه:

وأتت عليه أربعون فأشرقت ... شمس النبوة منه في رمضان

الرابع: بماذا كان نبيًا ورسولًا؟ فقد كان نبيًا حين نزل عليه قول الله تعالى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (٣) الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ (٤) عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (٥)} [العلق: ١ - ٥]، ثم كان رسولًا حين نزل عليه قوله تعالى {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (١) قُمْ فَأَنْذِرْ (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (٥) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ


(١) تيسير العزيز الحميد ٨١، ٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>