للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

[٢١٨ - الفطرة]

قال الراغب: "أصل الفطر: الشق طولا ويطلق على الوهي وعلى الاختراع وعلى الإيجاد" (١).

قال أبو شامة: "أصل الفطرة: الخلقة المبتدأة" (٢) ومنه قوله تعالى: {فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [الشورى: ١١]. أي المبتدئ خلقهن وقال: {فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ} [الإسراء: ٥١]. قال ابن كثير: "أي خلقكم ولم تكونوا شيئا" (٣). قال ابن الأثير: "الفطرة: أي الابتداء والاختراع، والفطرة الحالة منه كالجِلسة والرِّكْبة" (٤).

* وفي الاصطلاح الشرعي: المراد بالفطرة الإسلام وهو قول السلف.

قال ابن حجر: "وأشهر الأقوال أن المراد بالفطرة: الإسلام، قال ابن عبد البر (٥): هو المعروف عند عامة السلف. وأجمع أهل العلم بالتأويل على أن المراد بقوله تعالى: {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} [الروم: ٣٠] الإسلام، واحتجوا بقول أبي هريرة في آخر الباب (٦): اقرؤوا إن شئتم {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} وبحديث عياض بن حمار عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه: "إني خلقت


(١) المفردات (ف ط ر).
(٢) فتح الباري ١٢/ ٤٥٩.
(٣) تفسير القرآن العظيم ٣/ ٤٤.
(٤) النهاية و اللسان (ف ط ر).
(٥) انظر قوله في التمهيد ١٨/ ٧٢.
(٦) يعني حديث "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ".

<<  <  ج: ص:  >  >>