للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لم يكن في شريعة من قبله؛ والنبي من أمره الله أن يدعو إلى شريعة سابقة دون أن ينزل عليه كتابًا، أو يوحى إليه بحكم جديد ناسخ أو غير ناسخ، وعلى ذلك، وفكل رسول نبي ولا عكس، وقيل: هما مترادفان، والأول أصح" (١).

* والمختار في تعريف النبي والرسول:

أن الرسول من أُوحي إليه، وأرسل إلى قوم مخالفين يدعوهم إلى شريعة جديدة، وقد يتبع شريعة من قبله. وأن النبي من أوحي إليه، وبُعث في قوم مؤمنين يدعوهم إلى شرع من قبله، والله - سبحانه وتعالى - أعلم (٢).

[٢ - التفاضل بين الأنبياء والرسل]

قال الله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ} [البقرة: ٢٥٣].

قال ابن كثير - رحمه الله -: "لا خلاف أن الرسل أفضل من بقية الأنبياء" (٣).

وقال السفاريني: "الرسول أفضل من النبي إجماعا، لتميزه لرسالة التي هي أفضل من النبوة" (٤).

وقد ثبت أن أولي العزم من الرسل أفضل من غيرهم (٥)، وهم الذين ذكرهم الله تعالى بقوله {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} [الأحزاب: ٧] وقوله: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا


(١) فتاوى ورسائل الشيخ عبد الرزاق عفيفي ٢/ ٧٩، مذكرة التوحيد لعبد الرزاق ص ٣٣.
(٢) لوامع الأنوار البهية للسفاريني ١/ ٤٩. التبرك للجديع ٧١، ٧٢.
(٣) تفسير ابن كثير ٣/ ٤٧.
(٤) لوامع الأنوار البهية للسفاريني ١/ ٤٩، ٥٠.
(٥) انظر تفسير ابن كثير ٣/ ٤٧، وطريق الوصول للسعدي ص ٢٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>