للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسولًا وكان على ملة إبراهيم، وداود وسليمان كانا رسولين وكانا على شريعة التوراة ... " (١).

القول الثالث: الرسول من أوحي إليه بشرع جديد وأمر بالتبليغ والنبي من بعث مجددًا لشرع من قبله من الرسل.

وقال النسفي - رحمه الله -: " ... وسئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الأنبياء فقال: "مائة ألف وأربعة وعشرون ألفًا" فقيل: فكم الرسل منهم؟ فقال: "ثلاثمائة وثلاثة عشر" والفرق بينهما أن الرسول من جمع إلى المعجزة الكتاب المنزل عليه - والنبي من لم ينزل عليه كتاب وإنما أمر أن يدعو إلى شريعة من قبله. وقيل: الرسول واضع شرعٍ، والنبي حافظ شرع غيره" (٢).

وقال الشنقيطي - رحمه الله -: "قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ} الآية يدل على أن كلا منهما مرسل، وأنهما مع ذلك بينهما تغاير واستظهر بعضهم أن النبي الذي هو رسول أنزل إليه كتاب وشرع مستقل مع المعجزة التي ثبتت بها نبوته، وأن النبي المرسل الذي هو غير الرسول، وهو من لم ينزل عليه كتاب وإنما أوحي إليه أن يدعو الناس إلى شريعة رسول قبله، كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا يرسلون ويؤمرون بالعمل بما في التوراة، كما بينه تعالى بقوله: {يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا} الآية" (٣).

وقال الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله -: "والفرق بين النبي والرسول: أن الرسول من بعثه الله إلى قوم، وأنزل عليه كتابا، أو لم ينزل عليه كتابا لكن أوحى إليه بحكم


(١) النبوات ٢/ ٧١٤ - ٧٢٢.
(٢) تفسير النسفي ٣/ ١٠٨، وقد نقله عن الزمخشري المناوي في فيض القدير ١/ ١٥.
(٣) أضواء البيان للشنقيطي ٥/ ٧٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>