للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* إطلاق السلفية والمراد بها:

السلفية تطلق ويراد بها أحد معنيين:

الأول: حقبة تاريخية معينة تختص بأهل القرون الثلاثة المتقدمة، كما في حديث: "خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم ثم يجيء أقوام تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته" (١).

قال القلشاني: "السلف الصالح وهو الصدر الأول الراسخون في العلم المهتدون بهدي النبي - صلى الله عليه وسلم - الحافظون لسنته اختارهم الله تعالى لصحبة نبيه وانتخبهم لإقامة دينه" (٢).

وقالت اللجنة الدائمة: "السلفية نسبة إلى السلف وهم صحابة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأئمة الهدى من أهل القرون الثلاثة رضي الله عنهم" (٣).

وفائدة هذا التحديد الرجوع إلى أقوال رجال هذا الزمن وإلى فهمهم عِنْدَ الاختلاف الذي قد ينشأ فيمن بعدهم.

الثاني: الطريقة التي كان عليها الصحابة والتابعون، ومن تبعهم بإحسان، من التمسك بالكتاب والسنة وتقديمهما على ما سواهما، والعمل بهما. فمن سار على ذلك وتمسك به فهو من السلف ويطلق عليه سلفي (٤).

فالسلفية بالإطلاق الأول: مرحلة تاريخية انتهت بموت رجالها. من أصحاب القرون الثلاثة الأولى المباركة من الصحابة والتابعين وتابعي تابعيهم المذكورين في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ... " (٥).


(١) أخرجه البخاري (٢٦٥٢) ومسلم (٢٥٣٣).
(٢) نقلًا منهج الشافعي في إثبات العقيدة ١/ ٥٣.
(٣) فتاوى اللجنة الدائمة ٢/ ١٦٥.
(٤) وانظر توحيد الخلاق ص ٦٤.
(٥) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>