للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مع الله أحدًا، ولكن يقول في دعائه: أسألك بنبيك، أو بالمرسلين، أو بعبادك الصالحين، أو غيره يدعو عنده، لكن لا يدعو إلا الله مخلصًا له الدين" (١).

* حكم التوسل إلى الله بذوات المخلوقين:

التوسل بذوات المخلوقين أمر محدث لا يدل على جوازه دليل من الكتاب ولا من السنة ولم يقل بجوازه أحد من السلف والأئمة والعلماء فهو من البدع المحدثة كما حكاه ابن القيم إجماعًا (٢) والأحاديث التي يستدل بها في جوازه غير ثابتة.

قال السهسواني "وقد عرفت فيما سلف أن كل حديث ورد في هذا الباب لا يخلو من مقال ووهن، فالأحوط ترك هذه الألفاظ، وقد جعل الله في الأمر سعة، وعلمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- التوسل المشروع على هيئات متعددة -كما تقدم- فلا ملجيء إلى الوقوع في مضيق الشبهات" (٣).

وقال الصنعاني: "لكن التوسل إليه بالمخلوقين شيء لم يأذن به الله لعباده، فهو بدعة، وهو تهجمٌ على الجناب العلي بما لم يأت به شرعٌ، بل طريقة عُبَّاد الأوثان، القائلين إنهم يعبدونها لتقربهم إلى الله زلفى" (٤).

وقال الشيخ سليمان بن عبد الله: "ولو كان الأنبياء والصالحون لهم جاه عند الله سبحانه وتعالى فلا يقتضي ذلك جواز التوسل بذواتهم وجاههم، لأن الذي لهم من الجاه والدرجات أمر يعود نفعه إليهم، ولا ننتفع من ذلك بشيء إلا باتباعنا لهم ومحبتنا لهم" (٥).


(١) مجموعة مؤلفات الشيخ (٣/ ٦٨).
(٢) الدرر السنية ٩/ ٢٣٢.
(٣) صيانة الإنسان ص ٢٠١.
(٤) الإنصاف في حقيقة الأولياء ص ٤٧.
(٥) الدرر السنية (٩/ ٢٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>