للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٢٥ - القنوط من رحمه الله*

قال ابن الأثير: "قد تكرر ذكر القنوط في الحديث، وهو أشد اليأس من الشيء" (١).

وقال الشيخ سليمان بن عبد الله "فعلى هذا يكون الفرق بينه وبين اليأس كالفرق بين الاستغاثة والدعاء، فيكون القنوط من اليأس، وظاهر القرآن أن اليأس أشد لأنه حكم لأهله بالكفر، ولأهل القنوط بالضلال" (٢).

والقنوط: استبعاد الفرج واليأس منه. وهو يقابل الأمن من مكر الله، وكلاهما ذنب عظيم.

قال شيخ الإسلام رَحِمَهُ اللهُ: "والقنوط يكون بأن يعتقد أن الله لا يغفر له إما لكونه إذا تاب لا يقبل الله توبته ويغفر ذنبه، وإما بأن يقول نفسه لا تطاوعه على التوبة بل هو مغلوب معها، والشيطان قد استحوذ عليه، فهو ييأس من توبه نفسه ... ". (٣)

* الدليل من الكتاب: قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ} [الحجر: ٥٦].

* الدليل من السنة: عن فَضَالَة بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ رَسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: ثَلاثَةٌ لا تَسْأَلْ عَنْهُمْ: رَجُلٌ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ وَعَصَى إِمَامَهُ وَمَاتَ عَاصِيًا، وَأَمَة أَوْ عَبْدٌ أَبَقَ


* تيسير العزيز الحميد ص ٥١٢. فتح المجيد ص ٤١٦. حاشية كتاب التوحيد لابن قاسم ص ٢٥٦. القول المفيد لابن عثيمين ط ١ - ٢/ ٢٠٣، ط ٢ - ٢/ ٢٥٠ ومن المجموع ١٠/ ٦٨١. القول السديد لابن سعدي المجموعة ٣/ ٣٧.
(١) النهاية (ق ن ط).
(٢) تيسير العزيز الحميد ص ٥١٤.
(٣) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ١٦/ ٢٠ وقد نقلها ابن قاسم في حاشية كتاب التوحيد ٢٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>