للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال عبد اللطيف بن الشيخ عبد الرحمن بن حسن رحمهم الله: "القدر في الأصل، مصدر قدر، ثم استعمل في التقدير، الذي هو التفصيل والتبيين، واستعمل أيضًا بعد الغلبة في تقدير الله للكائنات قبل حدوثها، وأما القضاء فقد استعمل في الحكم الكوني، بجريان الأقدار، وما كتب في الكتب الأولى، وقد يطلق هذا على القدر الذي هو التفصيل والتمييز، ويطلق القدر أيضًا على القضاء الذي هو الحكم الكوني بوقوع المقدرات" (١).

وقال الشيخ ابن عثيمين: "القضاء إذا أطلق شمل القدر، والقدر إذا أطلق شمل القضاء، ولكن إذا قيل القضاء والقدر صار بينهما فرق، وهذا كثير في اللغة العربية تكون الكلمة لها معنى شامل عند الانفراد، ومعنى خاص عند الاجتماع ويقال في مثال ذلك: "إذا اجتمعا افترقا، وإذا افترقا اجتمعا" فالقضاء والقدر الصحيح أنهما من هذا النوع يعني أن القضاء إذا أفرد شمل القدر، والقدر إذا أفرد شمل القضاء، لكن إذا اجتمعا فالقضاء ما يقضيه الله في خلقه من إيجاد، أو إعدام، أو تغيير، والقدر ما قدره الله تعالى في الأزل، هذا هو الفرق بينهما فيكون القدر سابقًا والقضاء لاحقًا" (٢).

وهذا أحسن فارق أن القضاء اسم لما وقع، وما لم يقع بعد فهو قدر.


انظر: العقيدة الإسلامية وأسسها لعبد الرحمن حبنكة ص ٦٢٦.
(١) الدرر السنية ١/ ٥١٢.
(٢) مجموع فتاوى ابن عثيمين ٢/ ٧٩، ٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>