العبادة لها أنواع كثيرة. فهي تشمل كل أنواع الطاعات الظاهرة على اللسان والجوارح كما تشمل الطاعات الباطنة في القلب ومن أنواعها الذكر والتسبيح والتهليل وتلاوة القرآن، والصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإحسان إلى الأقارب واليتامى والمساكين وابن السبيل، وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والإنابة إليه، واخلاص الدين له، والصبر لحكمه، والرضى بقضائه والتوكل عليه، والرجاء لرحمته، والخوف من عذابه، فهي شاملة لكل تصرفات المؤمن إذا نوى القربة أو ما يعين عليها حتى العادات إذا قصد بها التقوي على الطاعات، كالنوم والأكل، والشرب والبيع والشراء وطلب الرزق والنكاح فإن هذه العادات مع النية الصالحة تصير عبادات يثاب عليها.
قال ابن القيم رحمه الله:"ورَحى العبودية تدور على خمس عشرة قاعدة من كملها كمل مراتب العبودية، وبيانها أن العبودية منقسمة على القلب اللسان والجوارح وعلى كل منها عبودية تخصه، والأحكام التي للعبودية خمسة واجب ومستحب وحرام ومكروه ومباح وهي لكل واحد من القلب واللسان والجوارح"(١).
وقال أيضًا: "وبنى إياك نعبد على أربع قواعد التحقق بما يحبه الله ورسوله ويرضاه من قول اللسان والقلب وعمل القلب الجوارح فالعبودية اسم جامع لهذه المراتب الأربع فأصحاب إياك نعبد حقا هم أصحابها.
فقول القلب هو اعتقاد ما أخبر الله سبحانه به عن نفسه وعن أسمائه وصفاته وأفعاله وملائكته ولقائه على لسان رسله.