للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قطعا أن هذا ليس لأجل النجاسة، لأن قبور الأنبياء من أطهر البقاع، فإن الله حرم على الأرض أن تأكل أجسادهم فهم في قبورهم طريون.

وقد لعن النبي - صلى الله عليه وسلم - متخذي المساجد عليها وموقدي السرج عليها، ومعلوم أن إيقاد السرج عليها إنما هو لعن فاعله، لكونه وسيلة إلى تعظيمها وجعلها نصبا يوفض إليها المشركون كما هو الواقع، فهكذا اتخاذ المساجد عليها" (١).

وقال - رحمه الله -: "وممن علل بخوف الفتنة والشرك الشافعيُّ وأبو بكر الأثرم وأبو محمد المقدسي وشيخ الإسلام وغيرهم وهو الحق" (٢).

قال الشيخ ابن باز - رحمه الله -: "ومعلوم أن من صلّى عِنْدَ قبر فقد اتخذه مسجدا، ومن بنى عليه ليصلي فيه فقد اتخذه مسجدًا، فالواجب أن تبعد القبور عن المساجد وألا يجعل فيها قبور امتثالًا لأمر الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحذرا من اللعنة التي صدرت من ربنا - عز وجل - لمن بنى المساجد على القبور، لأنه إذا في مسجد فيه قبور قد يزين له الشيطان دعوة الميت، أو الاستغاثة به، أو الصلاة له، أو السجود له، فيقع في الشرك الأكبر، ولأن هذا من عمل اليهود والنصارى، فوجب أن نخالفهم وأن نبتعد عن طريقهم وعن عملهم السيئ والله ولي التوفيق" (٣).

٣. حكم الصلاة في الكنيسة (٤):

تقدم حديث أم سلمة حين ذكرت لرسول الله الكنيسة بأرض الحبشة وما رأت فيها من الصور فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أولئكِ إذا مات فيهم العبد الصالح بنوا على قبره مسجدًا وصوروا فيه تلك الصور أولئكِ شرار الخلق عند الله" (٥).


(١) تيسير العزيز الحميد ص ٣٢٩.
(٢) تيسير العزيز الحميد ص ٣٣٠.
(٣) مجموع فتاوى ابن باز ص ٧٦٠.
(٤) المحلى لابن حزم ٢/ ٣٩٩، ٣/ ١٠٠.
(٥) سبق تخريجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>