للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

للمريد السالك والعارف لو فارقه لحظة لتلف أو كاد فإنه دائر بين ذنب يرجو غفرانه وعيب يرجو إصلاحه وعمل صالح يرجو قبوله واستقامة يرجو حصولها ودوامها وقرب الله ومنزلة عنده يرجو وصوله إليها ولا ينفك أحد من السالكين عن هذه الأمور أو بعضها" (١).

وبهذا يتبين أن الحب عبادة والخوف عبادة والرجاء عبادة والجمع بينهم واجب شرعًا، ولكل مقام من الثلاثة وظيفة يؤديها.

قال شيخ الإسلام: "فالمحبة تلقي العبد في السير إلى محبوبه، وعلى قدر ضعفها وقوتها يكون سيره إليه، والخوف يمنعه أن يخرج عن طريق المحبوب، والرجاء يقوده فهذا أصل عظيم، يجب على كل عبد أن ينتبه له، فإنه لا تحصل له العبودية بدونه" (٢).

وقال ابن القيم رَحِمَه الله: "إن الرجاء حاد يحدو به في سيره إلى الله، ويطيب له المسير ويحثه عليه، ويبعثه على ملازمته، فلولا الرجاء لما سار أحد، فإن الخوف وحده لا يحرك العبد وإنما يحركه الحب ويزعجه الخوف ويحدوه الرجاء" (٣).

وقال الشيخ ابن عثيمين رَحِمَه الله: "بالمحبة يكون امتثال الأمر وبالخوف يكون اجتناب النهي" (٤).

٤ - هل الأفضل للإنسان أن يُغلِّبَ جانب الخوف أو يُغلِّبَ جانب الرجاء؟

قال الشيخ ابن عثيمين: "اختلف في ذلك:

فقيل: ينبغي أن يغلب جانب الخوف، ليحمله ذلك على اجتناب المعصية ثم


(١) مدارج السالكين ٢/ ٤٣
(٢) مجموع الفتاوى ١/ ٩٥.
(٣) مدارج السالكين ٢/ ٥٢.
(٤) مجموع فتاوى ابن عثيمين ١٠/ ٦٤٦. وانظر القول المفيد ط ١ - ٢/ ١٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>