للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نفى عنهم تكذيب القلوب علم أن الجحود الذي هو ضرب من الكذب والتكذيب بالحق المعلوم ليس هو كذبًا في النفس ولا تكذيب فيها ... " (١).

قال الخفاجي: "الفرق بين التكذيب والجحد أن الأول: مطلق الإنكار، والثاني: الإنكار لما يعلم حقيقته عنادا" (٢).

* فائدة:

ومما يجدر ذكره هنا ما أطلق عليه بعض العلماء بـ (كفر العناد).

حيث يقول الإمام ابن القيم رَحِمَه الله من أنواع الكفر: "كفر جحود وعناد وقصد مخالفة الحق ... وغالب ما يقع هذا النوع فيمن له رياسة علمية في قومه من الكفار أو رياسة سلطانية ... " (٣).

وقال رَحِمَه الله: "والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، والإيمان بالله وبرسوله، اتباعه فيما جاء به، فما لم يأت العبد بهذا فليس بمسلم، وإن لم يكن كافرا معاندًا فهو كافر جاهل. فغاية هذه الطبقة أنهم كفار جهّال غير معاندين، وعدم عنادهم لا يخرجهم عن كونهم كفارًا، فإن الكافر من جحد توحيد الله وكذب رسوله إمّا عنادًا أو جهلًا وتقليدًا لأهل العناد" (٤).

قال الراغب: "والمعاند: المباهي بما عنده، قال تعالى: {كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ} [ق.٢٤]، قال تعالى: {إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا} [المدثر.١٦] والعَنُود مثله قال: لكن بينهما فرق لأن العنيد الذي يُعانِد ويُخالِفُ والعنُودُ الذي يعنُد عن القصد" (٥).


(١) الفتاوى الكبرى ٥/ ١٩٨.
(٢) نسيم الرياض في شرح شفاء القاضي عياض ٦/ ٤١٨.
(٣) مفتاح دار السعادة ١/ ٩٤، وانظر التوضيح عن توحيد الخلاق ص ٨٩.
(٤) طريق الهجرتين ص ٣٨٢.
(٥) المفردات (ع ن د).

<<  <  ج: ص:  >  >>