للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كان حكمه كذلك" (١).

وقال -رحمه الله- في أثر عبد الله بن عمر: "من بنى ببلاد الأعاجم ... ": "وهذا يقتضي أنه جعله كافرا بمشاركتهم في مجموع هذه الأمور، أو جعل ذلك من الكبائر الموجبة للنار، وإن كان الأول ظاهر لفظه، فتكون المشاركة في بعض ذلك معصية؛ لأنه لو لم يكن مؤثرا في استحقاق العقوبة لم يجز جعله جزءا من المقتضي إذ المباح لا يعاقب عليه وليس الذم على بعض ذلك مشروطًا ببعض، لأن أبعاض ما ذكره يقتضي الذم منفردًا، وإنما ذكر -والله أعلم- من بني ببلادهم لأنهم على عهد عبد الله بن عمرو وغيره من الصحابة كانوا ممنوعين من إظهار أعيادهم بدار الإسلام وما كان أحد من المسلمين يتشبه بهم في عيدهم، وإنما كان يتمكن من ذلك بكونه في أرضهم" (٢).

فوائد:

* أنواع التشبه بالكفار:

التشبه بالكفار منه ما هو كفر ومنه ما هو دون ذلك.

[أ - التشبه المطلق بالكفار]

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في حديث: "من تشبه بقوم فهو منهم": "فقد يحمل هذا (٣) على التشبه المطلق، فإنه يوجب الكفر، ويقتضي تحريم أبعاض ذلك" (٤).

[ب - تعظيم شعيرة من شعائرهم]

وفي الفتاوى الصغرى: "ومن اشترى يوم النيروز شيئًا ولم يكن يشتريه قبل ذلك، إن أراد به تعظيم النيروز كفر، وإن اتفق الشراء ولم يعلم أن هذا اليوم يوم


(١) اقتضاء الصراط المستقيم ١/ ٢٣٧،٢٣٨.
(٢) اقتضاء الصراط المستقيم ١/ ٤٥٩، ٤٦٠.
(٣) يعني حديث: "من تشبه بقوم فهو منهم".
(٤) اقتضاء الصراط المستقيم ١/ ٢٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>