٢ - هناك من يضعِّف الرواية الواردة عن ابن عباس - رضي الله عنهما -، ولكن الصحيح أن الروايات الواردة صحيحة، وفي ذلك يقول الشيخ المحمود:"وخلاصة النقد الموجه إلى هذه الروايات - مع بيان ما نرجحه - ما يلي:
١ - رواية ابن أبي طلحة عن ابن عباس: "من جحد ما أنزل الله فقد كفر ومن أقر به ولم يحكم فهو ظالم فاسق" يقال فيها: عبد الله بن صالح - الذي في الإسناد - كاتب الليث - وثقه بعضهم وضعفه بعضهم بجرح مفسر، وقد قال فيه ابن حجر: صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة.
٢ - رواية سفيان عن رجل عن طاوس عن ابن عباس قال: "كفر لا ينقل عن الملة" فيها رجل مبهم فهي ضعيفة، وقد روى هذا اللفظ عن طاوس، رواه عنه سعيد المكي، وهو الأقرب والأصح إسنادًا.
٣ - ورواية: "ليس بالكفر الذي يذهبون إليه" وفي لفظ: "إنه ليس بالكفر الذي يذهبون إليه، إنه ليس كفرًا ينقل عن الملة، قال تعالى:{وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}[المائدة:٤٤] كفر دون كفر"، فيقال: هاتان الروايتان هما من طريق هشام بن حجير عن ابن عباس. وهشام بن حجير مختلف فيه توثيقًا وتضعيفًا، وممن وثقه العجلي وابن حبان في الثقات، وابن شاهين، وممن ضعفه الإمام أحمد حيث قال فيه: "ليس بالقوي"، قلت:[القائل عبد الله بن أحمد]: هو ضعيف؟ قال ليس بذاك. قال: وسألت يحيى بن معين عنه فضعفه جدًّا. وضعفه يحيى القطان. فالمضعفون له أعلى رتبة، فالذي يغلب فيه الجرح، ولذا قال ابن حجر عنه: "صدوق له أوهام" وأورده في الهدي فيمن طعن من رجال البخاري وقال: "وثقه العجلي وابن سعد وضعفه يحيى القطان ويحيى بن معين"، وقال أحمد: "ليس بالقوي"، وذكره في الضعفاء أبو جعفر العقيلي وحكى عن سفيان بن