للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عيينة قال: "لم نأخذ عنه إلا ما لم نجد عند غيره، وقال أبو حاتم يكتب حديثه" (١).

وهشام بن حجير وإن كان من رجال البخاري ومسلم إلا أنهما لم يرويا له إلا متابعة، كما ذكر ابن حجر فيما يتعلق بروايته عند البخاري.

٤ - ورواية سفيان عن معمر بن راشد عن ابن طاوس عن أبيه سئل ابن عباس عن قوله: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ} قال: هي به كفر، قال ابن طاوس: "وليس كمن كفر بالله وملائكته وكتبه ورسله" والرواية الأخرى أيضًا عن سفيان عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه عن ابن عباس: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ}، قال: هي به كفر، وليس كفرًا بالله وملائكته وكتبه ورسله.

قيل في نقدهما: إن الرواية الثابتة عن ابن عباس هي قوله: هي به كفر.

أما قوله: وليس كفرًا بالله وملائكته وكتبه ورسله، فيحتمل أنه من كلام ابن طاوس، كما فسرته الرواية الأولى.

هذه خلاصة ما أورد من ردود على هذه الروايات، ولكن الذي نرجحه صحة وثبوت هذه الرواية عن ابن عباس: وترجيحًا لأمور ثلاثة:

أحدها: صحة الرواية الواردة بالإسناد عن سفيان عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه، وهذه لا مطعن فيها لأحد.

الثاني: أن هذه الرواية الصحيحة مؤيدة ومقواة بالرواية الأخرى - فعلى الأقل هي صحيحة بمجموع طرقها -.

الثالث: إطباق العلماء على الاحتجاج برواية ابن عباس والاستشهاد بها في تفسير الآية" (٢).


(١) هدي الساري، ص ٤٤٧، ٤٤٨، ط سلفية أولى. وانظر تهذيب الكمال ٦٥٧١.
(٢) الحكم بغير ما أنزل الله أحواله وأحكامه ص ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>