للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٥ - العلاقة بين المحبة والرجاء والخوف]

سبق الكلام عنها في باب (الخوف).

* إثر الذنوب على المحبة:

قال شيخ الإسلام: "والذنوب تنقص من محبة الله تعالى بقدر ذلك، لكن لا تزيل المحبة لله ورسوله إذا كانت ثابتة في القلب ولم تكن الذنوب عن نفاق كما في صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب، حديث حمار الذي كان يشرب الخمر وكان النبي - صلى الله عليه وسلم -، يقيم عليه الحد، فلما كثر ذلك منه لعنه رجل فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله .. " وفيه دلالة على أَنَّا منهيون عن لعنة أحد بعينه وإن كان مذنبًا، إذا كان يحب الله ورسوله، فكما أن المحبة الواجبة تستلزم لفعل الواجبات، وكمال المحبة المستحبة تستلزم لكمال فعل المستحبات، والمعاصي تنقص المحبة، وهذا معنى قول الشبلي لما سئل عن المحبة؟ فقال: ما غنت به جارية فلان:

تعصي الإله وأنت تزعم حبه ... هذا محال في القياس شنيع

لو كان حبك صادقا لأطعته ... إن المحب لمن أحب مطيع" (١)


(١) جامع الرسائل ٢/ ٢٥٨، ٢٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>