للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

* فائدة:

النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعيّن الفرقة الناجية إلا بالوصف، فلم يقل مثلًا: أنا وأصحابي، وإنما ذكر وصفها، وهو: ما أنا عليه وأصحابي، ولا ريب أنه هو وأصحابه أول من يدخل في هذا الوصف، بل هم الأصل الذي يعتبر به غيرهم من الناس، وهذا يعني أن النجاة لا تختص بمن تقدم، بل تشمل كل من أتى بأوصاف الفرقة الناجية، إلى أن تقوم الساعة (١).

[٣ - أهل الحديث والأثر]

وخُصُّوا بذلك لاشتغالهم بأحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - وآثار أصحابه - رضي الله عنهم - فالمقصود بهم الذين يعنون بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رواية ودراية، فيكونوا عالمين وعاملين مطبقين لما يتعلمونه، متبعين للسنة مجانبين للبدعة، وبهذه الأمور يتميزون عن أهل الأهواء، فأهل الحديث مرادف لأهل السنة، يقول اللالكائي: "فلم نجد في كتاب الله وسنة رسوله وآثار صحابته إلا الحث على الاتباع، وذم التكلف والاختراع، فمن اقتصر على هذه الآثار كان من المتبعين، وكان أولاهم بهذا الاسم، وأحقهم بهذا الوسم، وأخلصهم بهذا الرسم أصحاب الحديث لاختصاصهم برسول الله - صلى الله عليه وسلم - واتباعهم لقوله، وطول ملازمتهم له، وتحملهم علمه ... " (٢).

وقال ابنُ تَيمِيَّةَ رحمهُ اللهُ: "ونحن لا نعني بأهل الحديث: المقتصرين على سماعه أو كتابته أو روايته بل نعني بهم: كل من كان أحق بحفظه، ومعرفته، وفهمه ظاهرًا وباطنًا، واتباعه باطنًا وظاهرًا، وكذلك أهل القرآن، وأدنى خصلة في هؤلاء محبة


(١) الاعتصام للشاطبي ٢/ ٢٨٧، ٢٨٩.
(٢) شرح أصول الاعتقاد للالكائي ١/ ٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>