كل نوع منها لا ينفك عن الآخر، فمن أتى بنوع منها ولم يأت بالآخر، فما ذاك إلا أنه لم يأت به على وجه الكمال المطلوب ... وهذا التوحيد -يعني توحيد الربوبية- لا يكفي العبد في حصول الإسلام، بل لا بد أن يأتي مع ذلك بلازمه من توحيد الإلهية، لأن الله تعالى حكى عن المشركين أنهم مقرون بهذا التوحيد لله وحده.
ثم ذكر رحمه الله الأدلة من القرآن على ذلك واستشهد بأشعارهم التي يقرون فيها بتوحيد الربوبية وختم ذلك بقوله: فوجب على كل من عقل عن الله تعالى أن ينظر ويبحث عن السبب الذي أوجب سفك دمائهم، وسبي نسائهم، وإباحة أموالهم، مع هذا الإقرار والمعرفة، وما ذاك إلا لإشراكهم في توحيد العبادة الذي هو معنى لا إله إلا الله" (١).
[٩٤ - توحيد القصد والطلب]
[توحيد الألوهية]
ويسمى التوحيد الفعلي وهو المسمى بتوحيد الألوهية، وسمي فعليا لأنه متضمن لأفعال القلوب والجوارح، فأفعال القلوب كالرجاء الخوف والمحبة، والجوارح كالصلاة والزكاة والحج ونحو ذلك، فهو إفراد الله بأفعال العبيد.
كما يسمى هذا النوع بالتوحيد الإرادي الطلبي لتعلقه بالقصد والإرادة لأن الواجب على الموحد فيه أن يوجه إرادته وقصده وطلبه إلى الله تعالى وحده لا شريك له.
(١) تيسير العزيز الحميد ٣٣ - ٣٤. وانظر للاستزادة مجموع الفتاوى لابن عثيمين ٧/ ٣٤٨.