للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من الدلالة على قدرة الرب ووحدانيته، وإلهيته وعلمه وحكمته وغير ذلك من صفات كماله. وأما المخلوق فلا يقسم إلا بالخالق تعالى، فالله تعالى يقسم بما شاء من خلقه. وقد نهانا عن الحلف بغيره فيجب على العبد التسليم والإذعان لما جاء من عند الله.

قال الشعبي: الخالق يقسم بما شاء من خلقه والمخلوق لا يقسم إلا بالخالق، قال: ولأن أقسم بالله فأحنث أحب إليّ من أن أقسم بغيره فأبر.

وقال مطرف بن عبد الله: إنما أقسم الله بهذه الأشياء ليعجب بها المخلوقين، ويعرفهم قدرته لعظم شأنها عندهم، ولدلالتها على خالقها ذكرهما ابن جرير" (١).

وقال الشيخ ابن عثيمين رحمهُ اللهُ: "وأما قوله تعالى: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} [الشمس: ١]. وقوله: {لَا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ (١)} [البلد: ١]. وقوله: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١)} [الليل: ١]، وما أشبه ذلك من المخلوقات التي أقسم الله بها فالجواب من وجهين:

الأول: أن هذا من فعل الله، والله لا يُسأل عما يفعل، وله أن يقسم سبحانه بما شاء من خلقه وهو سائل غير مسؤول وحاكم غير محكوم عليه.

الثاني: أن قسم الله بهذه الآيات دليل على عظمته وكمال قدرته وحكمته، فيكون القسم بها الدال على تعظيمها ورفع شأنها متضمنا للثناء على الله عزَّ وجلَّ بما يقتضيه من الدلالة على عظمته" (٢).

[٣ - فائدة في ذكر أيمان النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذلك]

(ومقلب القلوب) (٣)، (والله) (٤)، (ورب الكعبة) (٥)، (وأيم الله) (٦)، (وأيم الذي


(١) تيسير العزيز الحميد ص ٥٩٦.
(٢) مجموع فتاوى ابن عثيمين ١٠/ ٧٩٨. وانظر القول المفيد ط ١ - ٢/ ٣٢٥.
(٣) أخرجه البخاري ٦٦٢٨.
(٤) أخرجه البخاري ٦٦٣١، ٦١٠١.
(٥) أخرجه البخاري ٦٦٣٨.
(٦) أخرجه البخارى ٦٧٨٨، ٦٦٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>